الجمعة، 20 فبراير 2015

في19 فبراير 2015: المعتقلين السياسيين :فاس- تازة-مكناس //في الذكرى السنوية الرابعة ل 20 فبراير.

في:  19 فبراير 2015


_المعتقلين السياسيين: فاس-مكناس- تازة

في الذكرى السنوية الرابعة ل 20 فبراير


بحلول 20 فبراير من هذا العام تكون قد مرت أربع سنوات على انطلاق مد نضالي بسمات نوعية وتاريخية ببلادنا، إذ عمت انتفاضة جماهير شعبنا مجمل أرجاء البلاد وقاومت باستماتة جحافل القمع التي حاولت ايقاف زحف الجماهير، و إخماد لهيب الانتفاض، وسقط العديد من الشهداء (كريم الشايب، شهداء الحسيمة، فدوى العروي... الحساني، العماري، بودروة...الزهري، أحراث، الدقوني...)، وزج بالعشرات من المعتقلين السياسيين داخل زنازن الذل والعار.

أربع سنوات أثبتت العداء المطلق للنظام الرجعي تجاه جماهير شعبنا، وسجلت حلقة أخرى من حلقات القمع و الإجرام الذي مارسه طيلة تاريخه الدموي، لتصفية أبطال المقاومة وجيش التحرير، وإعدامه للآلاف خلال انتفاضات ( 23 مارس 1965، 1981، 84،90،...) وتصفية لمناضلي ومناضلات الحركة الماركسية اللينينية المغربية، ولكل الأحرار والشرفاء و الأصوات المناضلة لنظام الاستعمار الجديد، كما أثبتت مرة أخرى إفلاس أطروحة أي وهم للإصلاح أو التغيير من داخل نفس البنية القائمة ،وأثبتت للقوى الإصلاحية أنها محملة بزاد قوي من تجارب المساومات وراء ظهر الجماهير، وعلى حساب دمائها وتضحياتها، تقدمت ووضعت يدها في يد القوى الظلامية ( ما سمي بمجالس دعم حركة 20 فبراير ) متمرسة كحاجز ضد استمرار الانتفاضة وضد أي إفراز نوعي مناضل داخل حركة 20 فبراير، ناهيك عن حملات التضليل و التشويه التي استهدفت المناضلين(ت) المبدئيين(ت) والشباب المناضل، بهدف عزلهم وحصارهم، هؤلاء (المناضلين) ظلوا يقاومون وسط هذا الوضع وكل الهجومات والاستهدافات وهم لازالوا يقاومون إلى اليوم.
سنوات متميزة مرت على اندلاع مد ثوري، لم يسبق له مثيل بالمنطقة أثبت العديد من الدروس العلمية و العملية و التاريخية، أثبت أن الشعوب هي من تصنع تاريخها بنفسها وما أن تتحرك بعزيمة وإصرار، فما من قوة قادرة على إيقاف زحفها، أثبتت حاجتها الملحة إلى أدواتها الثورية القادرة على ضمان استمرار نشاطها العملي، وقيادتها نحو بر الأمان، أثبتت إفلاس الأطروحة البرجوازية الإصلاحية، التحريفية، وعجزها على مواكبة الجماهير إلى النهاية وبحثها على أسلاك مهترئة لنشر غسيلها وتبرير عجزها وتخاذلها واستعمالها لأساليب وتكتيكات خبيثة، منها ما هو مغلف بالجمل و الشعارات الثورية الرنانة،على طريقة تخريب وتدمير أي تقدم للبناء نحو الإنجاز الفعلي للمهام الثورية باسم الدفاع عن الثورة كما رسمها الأسلاف و الأجداد. أثبت المسار بأن الثورين الحقيقيين لم يكونوا في مستوى المهمات و استثمار الإمكانات التي وضعها أمامهم التاريخ، وفوتت الفرصة لإحداث نقلة نوعية في المسيرة التحررية للشعوب بأخذ زمام المبادرة و التقدم نحو الأمام و للاستعداد لتأدية التكاليف مهما كان حجمها. كما تأكد بالملموس وحدة عدو الشعوب المتمثل في الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي، و لأن أي مشروع يروم إلى خلاص الشعوب لابد وأن يراكم في استراتيجية نحو مواجهة هذا العدو، فكلنا عاينا كيف تعيق الامبريالية و الأنظمة الرجعية العميلة داعمة و مساندة للدكتاتوريين ( بنعلي و مبارك) حتى آخر يوم من رحيلهما، وكيف استعملت منتوج أزمتها الخالص " القوى الظلامية"، لاغتيال طموحات الشعوب، و النموذج "الداعشي" اليوم أفضل تعبير عن ذلك، وعاينا كيف استعمل درعها العسكري "الناتو" و تدخلت بشكل مباشر "ليبيا كمثال"، وعايشنا كيف طار الديكتاتور بالمغرب مباشرة بعد 20 فبرابر 2011 نحو قصر "الإيليزي" بفرنسا وجاء ب"خطاب 9 مارس" ليصبح بالنسبة إليهم " الملك الثائر".
وقد بصمت الحركة الطلابية المغربية، بفضل قيادتها السياسية و العملية، النهج الديمقراطي القاعدي، مسار متميز، كان له تأثيره على مستوى المشهد السياسي العام ببلادنا. فقد انخرطت بقوة في انتفاضة 20 فبراير و بالمسيرات الشعبية ( فاس، تازة، التي عرفت سقوط الشهيد نبيل الزهري، و العديد من المعتقلين السياسيين منهم عبد الصمد هيدور الذي استقبلناه في الأيام القليلة الماضية، ولازال الرفيق طارق الحماني يقبع داخل السجن و هو المحكوم بست سنوات إلى جانب معتقلين آخرين) وأطرت العديد من المعارك الشعبية بعدة مدن ومناطق، ( تجربة اللجن النضالية الأوطامية و لجنة المعتقل) وأطرت كذلك عائلات المعتقلين السياسيين وجعلت منها  قوة مناضلة إلى جانب أبنائها، وخاض المعتقلون السياسيون معارك بطولية من الأمعاء الفارغة، ومبادرات ومحطات أخرى ( ندوة 13/14 ماي 2011 و 28/29 مارس 2014 التي أجهضت ...) وهو ما أزعج النظام كثيرا، وأحبط العديد من رهاناته، وجعله يلجأ إلى أخطر و أخبث الأساليب في هجومه على الحركة وقلبها النابض، وكانت مؤامرة 24 أبريل 2014 بظهر المهراز التعبير المركز لذلك، كما سجل القاعديون  مواقف مشرفة طيلة تاريخهم، وهذا ما فعلوه في قلب إعصار المؤامرة، وكان الخيار هو ماترجمه الشهيد الغالي مصطفى مزياني الذي قاوم بالأمعاء الفارغة طيلة 72 يوم من الإضراب المفتوح عن الطعام ليسقط شهيدا بطلا وهو ما ترجم رفاقه ورفيقاته بالسجون وبمختلف قلاع النضال و الصمود و المستقبل زاخر بالعطاءات النضالية في هذا الاتجاه، والثورة هي طموحنا الوحيد الذي سنحيا وسنموت لأجله، ولن نحيد عن درب الشهداء.
 وتخليدا لهذه المحطة التاريخية، ولهذه الحلقة النوعية لمسلسل كفاح شعبنا، نخوض نحن المعتقلين السياسيين، معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي، بكل من فاس ، تازة، مكناس، إضرابا عن الطعام لمدة 48 ساعة انطلاقا من مساء يوم الجمعة 20 فبراير 2015 على الساعة الثامنة ليلا إلى غاية نفس التوقيت من يوم الأحد 22 فبراير 2015.
وفي الأخير نحي كل رفاق ورفيقات النهج الديمقراطي القاعدي بمختلف مواقعهم، ونحي كل مناضلي و مناضلات حركة 20 فبراير و الشعب المغربي، ونحي عائلة رفيقنا وشهيدنا مصطفى مزياني، وعبرها نحي عائلات كافة شهداء الشعب المغربي و المعتقلين السياسيين.
20 فبراير انتفاضة شعبية لتغيير النظام قيادة ثورية
الشعب يريد إسقاط النظام
لن نحيد لن نحيد عن دربك يا شهيد
دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين... سيرا على درب الشهداء.

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق