الجمعة، 19 ديسمبر 2014

في: 18 دجنبر 2014// المعتقل السياسي: زهير الهواري// شهادة حول التعذيب



في : 18 دجنبر 2014
المعتقل السياسي: زهير الهواري

رقم الاعتقال: 92887
السجن المحلي عين قادوس –فاس-





شهادة حول التعذيب







إن اعتقالي جاء على خلفية اقتحام النظام، لجامعة ظهر المهراز وكذلك من أجل المزيد من ترهيبنا كطلبة، نناضل على مطالبنا العادلة والمشروعة، فبعد حملات الاعتقال التي طالت الجماهير الطلابية، والغاية منها الزخف على المكتسبات التي نستفيد منها داخل الجامعة، وهذه الهجومات لم تقتصر على الحركة الطلابية، فيوميا يهجم النظام على الجماهير الشعبية من خلال الارتفاع المهول في الأسعار، المزيد من تجميد الأجور... وإلى غير ذلك من الأساليب التي لا تترك منفذا للجماهير الشعبية ولا بالنسبة للجماهير الطلابية إلا النضال ضد هذه الأساليب التصفوية.
فبعدما وضعت الجماهير الطلابية برنامجا نضاليا، انطلق يوم الاثنين بتظاهرة تأبينية تخليدا لذكرى استشهاد المعطي بوملي، جابت المركب الجامعي، بعد انتهاء التظاهرة فتح نقاش بالساحة الجامعية، من أجل انطلاق الإضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة، حيث مر اليوم كما المعتاد، وفي الغد تم فك الإضراب عن الطعام من داخل مقصف كلية العلوم وبعد الانتهاء من فك الإضراب عن الطعام توجهت إلى بهو كلية العلوم من أجل حضور  الأمسية الفنية الملتزمة التي كانت ستقام هناك.

فبينما الكل مشغول في هذه الأمسية، تفاجأ الطلبة والطالبات بهجوم جحافل من قوى القمع، فبدأ الكل يركض في كل اتجاهات، والآخرون من الطلبة اتجهوا نحو كلية الحقوق، فبعدما فر الطلبة من هذا الهجوم، قامت قوى القمع بسرقة ممتلكات الطلبة من (حواسيب، محفظات، وكذلك جهاز السونو الخاص بالأمسية،...) وبعد انتهاءها من النهب والسلب توجهت نحو كلية الحقوق لملاحقة الطلبة من أجل التنكيل بهم، وبعد ذلك نشبت مواجهة بين الطلبة وقوى القمع، التي أخدت تتفنن في ضرب وقمع الطلبة والطالبات بواسطة العصى والهراوات والرصاص المطاطي، وبينما توجهت إلى حيث أكتري بيتا برفقة بعض الطلبة، فعند وصولي  إلى حي "سيدي ابراهيم" تم اعتقالي ووضعي داخل سيارة من نوع (صطافيط) فعادوا بي إلى الساحة الجامعية فعند وصولي أخد مجموعة من رجال القمع يطلون من النافدة علي وهم يتلفظون بألفاظ نابية ( والله يا دينمك حتى نح...) وأحدهم يقول : " خليني أشاف ندخل ليه..."، وبعد ذلك اتجهوا نحو كلية العلوم من بابها الخلفي حيث تم اعتقال مجموعة من الطلبة حوالي 30 طالبا واتجهوا بنا نحو ولاية القمع.
فمباشرة بعد وصولنا إلى الولاية، وبعد 5 دقائق تم تفريقنا جميعا وأخدوني إلى أحد المكاتب، وهناك وجدت بعض الأشخاص ينتظرونني وبدأت أشواط الضرب والركل وهم يسألونني عن إسمي وبعدها سمعت أحدهم ينادي "ها هو أسي سويري"، ثم دخل صاحب هذا الاسم الذي قال " أهلا أسي زهير ياك قوتلك راك غادي تجي مرة أخرى وهانت جيتي.."، فاستغربت لماذا تم ضربي والتنكيل بي من أجل اسمي وهم يعرفونني، وبعد ذلك قال لهم "ديرو القح... دموا لبانظة" وقال لي " دابا غادي نرد منك مناضل".
وبعد ساعة من الزمن تقريبا وأنا متواجد في هذا المكتب، دخل مجموعة من الأشخاص، فبدأوا في سؤالي حول العديد من الأسماء لا أعرفها، فلما أجبتهم أنني لا أعرف عما يسألون قاموا بتهديدي بالصعق بواسطة الكهرباء، فعندما لم أقل لهم شيئا لأنني لا أعرف عما يسألون، أخدوا بالصفع والركل واللكم، وحوالي الساعة التاسعة ليلا تم إنزالي إلى قبو الولاية، وقال أحدهم لي وأنا نازل إلى الأسفل "فكر مزيان في الصباح عندك تقولي هادشي لقولتي هاد النهار".
فتلك الليلة لم أعرف طعم النوم لقساوة الظروف الطبيعية وكذلك لازالت بملابسي المبللة لكثرة المطر الذي سقط هذا اليوم، وتم وضعي داخل زنزانة ضيقة مع مجموعة من السكارى.
وفي صبيحة يوم الأربعاء حوالي الساعة العاشرة ولما وصلت إلى أحد المكاتب قال لي أحدهم "واش فكرتي مزيان فداك شي لقولتي لبارح عنداك تقولي معارفش"، "دابا واش غادي تهضر راجل ولا زا..."، فتم إعادة وضع البانضة على عينيي، وقال لي أحدهم "واش نتا قاعدي"، فكانت إجابتي الرفض، فتم تمديدي على الأرض وأنا مكبل اليدين، وأخد يضربني بقدمه على عنقي حتى أغمي علي.
ولما أيقضوني قال لي "داك شي ليكيكتبوا صحابكم صحيح راه التعذيب كاين دبصح ولا باش غادي نحميو هاد البلاد"، "راه مكاين لا حقوق الإنسان هنا لا والو، معندكم ما تصوروا منا".
وبعد ذلك تم إعادة وضع البانضة على عينيي وتم ربطها برجلي وقال لي "دابا غادي نبداو فالصح"، "تحدث لي عن مسارك الجامعي، منذ التحاقك بالجامعة سنة 2011 " وهذه الأسئلة كلها كانت مصحوبة بالضرب.
فبينما أنا أكابد الألم والمعاناة سألني أحدهم ما معنى أوطم؟ فعندما قلت له لا أعرف بدأ مرة أخرى بضربي وركلي في كل أنحاء جسمي وآخر يطرح سؤال هل أوطم امرأة أم رجل؟ وبعدها بدأوا بالضحك وقال لي أحدهم "لو كنت مكانك لصعدت إلى قمة جبل ورميت نفسي"، وبعد شوط آخر من التعذيب أخدوا يطرحون علي مجموعة من الأسئلة التي لا أعرف الإجابة عليها من قبيل "من المسؤول عن تنزيل الاعتصام بكلية الآداب، وكذلك من يقوم بتأطير التظاهرات" فعندما كنت أرفض أن أجيب لأنني لا أملك إجابة لهاته الأسئلة، كان لضرب والصفع من نصيبي، وبعد ذلك قال لي أحدهم أكتب اسمك ووقع على هاته الأوراق، فقلت له أنني لم أقرأ وبالتالي لن أوقع فأخدوا في تعذيبي مرة أخرى.
وفي الساعة السابعة مساءا تم إنزالي إلى "لاكاب" تحت السب والشتم.
فقد قضيت 72 ساعة داخل الولاية بفاس، والتي لم ألمس أي تعامل إنساني معي اللهم الإهانة الحاطة بكرامة الإنسان، هل هذا هو الطالب الجامعي الذي يريدونه أن يكون معلما وأستاذا ومثقفا في المستقبل؟.
رغم القمع رغم السجون... لا زلنا صامدون
الاعتقال السياسي قضية طبقية..
المعتقل والشهيد... حرب التحرير الشعبية
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
المجد والخلود للشهيد البطل مصطفى مزياني ولكافة شهداء الشعب المغربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق